ندوة بعنوان (أسباب اختلاف المراجع في رؤية الهلال وأثرها في المجتمع)

0 330

بسمه تعالى
أقام مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة ندوة بعنوان (أسباب اختلاف المراجع في رؤية الهلال وأثرها في المجتمع)..

تأتي أهمية هذه الندوة في اطار ما يحدث من كلام في المجتمع بسبب اعلان يوم العيد، فبعض المراجع حفظهم الله يعلنون والبعض منهم يتأخرون وينقسم البيت الواحد تبعاً لاختلافهم في الرؤى، من هنا عقد مركز عين للدراسات ندوة بهذا الخصوص لتوضيح أسباب هذا الاختلاف واشاعة الثقافة الفقهية في المجتمع لتقبل الاختلاف العلمي قي رؤية الهلال.

رئيس الجلسة سماحة الشيخ صلاح الكعبي، وحاضر في الندوة سماحة الشيخ الدكتور حيدر السعدي، ووضح الشيخ المحاضر نقاط جوهرية يعزى لها اختلاف المراجع في رؤيتهم للهلال، وقدّم لها عدّة نقاط:

١- ان الفقيه يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه المجتمع وامام الله ، فهو لا يستطيع ان يقول للناس افطروا مع انه يبني على ان هذا اليوم هو من شهر رمضان .
٢- ان فتوى الفقيه ليست حجة على الفقيه الاخر ، ولذا لا يمكننا إلزام اي فقيه باتباع ما يقوله الفقيه الاخر ويبني عليه .
٣- الفقيه يفتي وفق الأدوات التي اقرها الشارع في فهم النصوص ، وليس الامر تابع لهوى الفقيه او ميوله الشخصية .
٤- ان الاختلاف في المسائل الفقهية امر اعتيادي جدا ، وهو موجود منذ القدم.
٥- ان ثبوت الشهر برؤية الهلال مسالة فقهية تعتمد على المبنى الذي يتبناه الفقيه .
نعم ، لو رأى المكلف الهلال بعينيه او ثبتت الرؤية في بلده الذي يعيش فيه فلا اشكال ، ولكن المشكلة تأتي عندما لا نرى الهلال في بلدنا ، وهنا تختلف مباني الفقهاء تبعا لاختلاف الأدلة وتعددها .
٦- بعض المسائل الفقهية لها انعكاسات اجتماعية لانها تعين عملا اجتماعيا يقوم به المجتمع كمجتمع وليس كأفراد ، والعيد من ابرز الممارسات الاجتماعية في الدين الإسلامي ولذا فهو مسالة حساسة ، ومن ثم اثارت مسالة اختلاف الاقوال في ثبوت الشهر صدى في الأوساط الاجتماعية .

ثم بيّن سماحة الشيخ المحاضر الجهات الدخيلة في فتوى الفقيه بخصوص الهلال وهي :
١- اذا ثبت الهلال في بلد فهل يثبت في البلدان المشتركة معه في الافق فقط او يثبت فيها وفي غيرها؟

والمقصود من اشتراك الافق هو المطالع، فالرؤية في البلد الأول ملازمة للرؤية في البلد الثاني الا اذا حال المانع من سحاب أو غبار أو نحوهما. او كان البلدان متقاربين لا متباعدين، فالاشتراك في الافق يعني ان الهلال اذا رؤي في ايران مثلاً فهو كاف لتعميم حكم الرؤية في العراق.

وفي هذه المسالة توجد ستة أقوال يفتي بها علماؤنا وكل منها يستند الى ادلة شرعية.
٢- هل تثبت الرؤية بالعين المسلحة (التلسكوب) او انها لا تثبت الا بالعين المجردة.
٣- هل المدار في الرؤية بالعين المسلحة على الولادة التكوينية للهلال او على الولادة الشرعية؟ لانه يوجد فرق بينهما قد يصل الى حد سبق الهلال بيوم واحد اذا اعتمدت الرؤية الفلكية بالتلسكوب بخلافه اذا رؤي الهلال بالرؤية الشرعية بالعين المجردة.
٤- هل يثبت الهلال بحكم الحاكم الشرعي او لا؟ بمعنى ان الحاكم الشرعي وهو الفقيه يعمم حكم الرؤية من بلد الى بلد آخر لم يُرَ فيه الهلال.
وبعد كل ذلك توجد نقاط حساسة في قبول شهادة العدول..

وأمام كل ذلك فإن الرسالة الموجهة للمجتمع : ان الاختلاف الفقهي امر اعتيادي وله مبرراته العلمية ، فعلينا ان ننشر ثقافة قبول هذا الاختلاف والتعامل معه بدون تشنج لكي نحافظ على تماسكنا الاجتماعي.
هذا وكانت الندوة مساء الاثنين : 2019/6/3 – 28/شهر رمضان/1440هـ