ندوة فكرية بعنوان (محمد باقر الصدر، قراءة في السيرة والذكريات)
بسمه تعالى
لمناسبة ذكرى شهادة المفكر الإسلامي والمرجع الديني السيد محمد باقر الصدر أقام مركز عين للدراسات والبحوث المعاصرة ندوة فكرية بعنوان (محمد باقر الصدر، قراءة في السيرة والذكريات) حاضر فيها سماحة الشيخ محمد رضا النعماني (حفظه الله)، وحضرها العديد من أساتذة الحوزة والفضلاء وأساتذة الجامعات ورواد المجالس الثقافية، حتى غاصت بهم قاعة المركز ..
افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تبعها عرض للفلم الوثائقي القصير عن حياة السيد الشهيد والذي اعدّه مركز عين، ثم قصيدة مؤثرة للأديب سماحة السيد محيي الدين الجابري..
تلا ذلك تقديم المحاضر من قبل رئيس الجلسة سماحة العلامة الدكتور خالد غفوري عضو الهيأة العلمية لجامعة المصطفى العالمية حيث تحدث فيها لدقائق عن مشروع السيد باقر الصدر ، قال فيها: ( ان الشهيد الصدر كان ينظر للمستقبل ، يسعى لإنقاذ أمة من واقعها ، وان خير من كتب ذكرياته بشفافية وصدق هو الشيخ محمد رضا النعماني والذي لازمه حيا وميتا كما اعتقد)..
بعد ذلك تحدث الشيخ النعماني فقال بدواً : إنها انطباعات شخصية لي عن إنسان شاء الله تعالى أن أعيش معه في السجن وخارجه إلى الأيام الأخيرة لحياته ، لذلك أشعر أننا فقدنا ما لا يمكن تعويضه حينما استذكر ذكرياتي عن مواقفه وتعامله مع الأحداث .
والشهيد الصدر قتل عدة مرات وآخرها قتلة الدم !
الشهيد الصدر كجده الحسين عليه السلام استشعر ان الأمة تحتاج إلى هزة ضمير فقدم حياته الشريفة !
( هنا ذكر الشهيد الصدر أسماء بعض من قتلته ، لكن الشيخ النعماني قال سأوجه الكلام إلى نفسي كي لا ينصرف الكلام إلى شخص بعينه .
فقال الشهيد الصدر – يقول الشيخ قال لي – أنني سأستشهد لكن انتم لن تتوفقوا ….أي هم !! ).
وقال ان الشهيد الصدر كان بين الحوزة كاليتيم ، المرجع اليتيم !
فهي أهم ظلامة تعرض لها ، ان الحوزة لم تفهمه ، لم تفهم رسالته ، تضحياته للإسلام والمذهب ، ظلامة ما أشدها وهي عليه أشد من ظلامة ظلم النظام له وحصاره بل وقتل أخته !
ببساطة السيد عمل على نضج نظرية الإسلام ، الحكم الإسلامي في جوانبه المتعددة ، إدارة الدولة ، الاقتصاد ، وغير ذلك ، هذا همه بالدرجة الأساس ، فتجد ان السيد الخميني عند انتصار الثورة كان في طريقه لإيران والشهيد كتب الحلقة الاولى للدستور الإسلامي للحكم هناك !
وقد سألته حينها ما فائدة ذلك ، فأجاب ان الإنسان المتظاهر حينما خرج ضد النظام الظالم يقول أريد النظام الإسلامي .
في بداية السبعينيات كان يطمح لإنشاء حوزات علمية في أوربا من نفس السكان والسبب كما كان يقول لأنهم أعرف بطباع قومهم !
هكذا كان يفكر ويطمح ويعمل فهل من مجيب ؟
العكس ، حيث اتهم بعدة اتهامات وليس فقط عدم مساعدته .
في إطار الحوزة عمل على تأليف كتب دراسية توصل الطالب للاجتهاد بعيدا عما يؤخره فيستثمر باقي أوقاته لمزيد من الإطلاع ، بخلاف غيرها من الكتب التي تدرّس في الحوزة حيث لم توضع للدراسة فضلا عن عدم بيانها بشكل يتناسب وذهنية الطلبة .
نعم ، كتبه قتلته ، ومشاريعه ، وأفكاره ، قبل ان يقتله النظام !
قتلوا الإنسان الوحيد الذي كان باستطاعته بناء الإنسان المسلم بناء صحيحا تحت إطار دولة إسلامية عادلة .
صدام ، أو من وراء صدام التفتوا إلى عبقرية السيد الصدر وطموحاته وأفكاره لذا كانت الحلقة الأخيرة القتل الجسدي وإلا لا توجد له تهمة حقيقة من قبل النظام إلا الرسالة التي بعثها السيد الخميني إليه وهذه لا تستوجب الإعدام له ولشقيقته !
مرة قال لي : أنت تدعو لي وتقرأ كذا مرة الزيارة المعينة كي لا اقتل ! أنا القتل لديًّ لذة !..
محاضرته حول دنيا هارون ، وقياسها بدنيانا كان يشير إلى التصارع حول المرجعية .. لماذا لا نتحد ، ليس المهم من ، ولكن المهم الاتحاد وخدمة الناس وإنشاء مؤسسة أسماها بداية المرجعية الصالحة لا ترتبط بشخص المرجع فإذا مات تشتت وإنما تبقى وتستمر ما دام العمل ممنهجا ومؤسساتيا .